من أقدم الشرائع في التاريخ وأغرب القوانين فيها ... تعرف على شريعة حمورابي ملك بلاد الرافدين
إن الإنسان يسعى دائماً لحياة مستقرة ومضمونة يستطيع خلالها العيش بأمان وراحة، وللحصول على هذه الحياة الكريمة يجي أن تتحدد المسؤوليات، الحقوق، والواجبات، لكل فرد من أفراد المجتمع، لذلك ظهرت القبيلة والدولة والمملكة، ولكي تتمكن الدولة من تطبيق العدالة بين الجميع، يجب أن يكون هناك قانون يضمن الحق ويفرض الواجب، ولكن من أين ومتى ظهر أول قانون في التاريخ؟ وما هي أغرب القوانين فيه! تعرف على شريعة حمورابي في المقال التالي:
• شريعة الملك حمورابي
يعد حمورابي الملك البابلي السادس لبلاد الرافدين، وضع تشريعاً يحوي كل القوانين التي يجب على شعبه اتباعهت، وقام بنقش هذا القوانين على لوح حجري من البازلت يبلغ طولها 250 سم تقريباً، ويعد لوح شريعة حمورابي واحدة من أقدم الكتابات النقشية(الكتابة مصورة) في التاريخ، وهو المثال الأوضح الذي يشرح لنا الطريقة التي كانت تكتب بها حضارة بابل القديمة، وتضمنت شريعة حمورابي 282 بدناً، ومع ذلك فإن الكثير من البنود قد تم فقدانها، ولكن هناك مخطوطات أخرى منسوخة عن التشريع الأول تم العثور عليها في مدن بابلية أخرى واكتشاف القوانين المفقودة.إن شريعة حمورابي هي توضيح مفصل للقوانين والعقوبات في تلك الحقبة الزمنية، واهتمت الشريعة بشكل خاص في الأمور التي تتعلق بالسرقة، وحقوق المرأة والطفل، والزراعة، والقتل، وتوزيع الممتلكات، والموت، والأخطاء الطبية، والكثير من الأمور الأخرى، ورغم كمية العدالة التي كانت تتسم بها هذه الشريعة إلا أنها كان قاسية جداً ولا تقبل الأعذار مهما كانت، فمن أخطأ يجب أن يعاقب بلا أي تبريرات أو دفاع عن النفس، وكانوا الأشخاص يُحاسَبون على فعالهم حسب الطبقة الاجتماعية التي ينحدرون منها.
مع ظهور هذه الشريعة لم يتبقى هناك أي عذر لكسر القانون، لأن حجة الجهل بالقانون كانت شائعة جداً في تلك الأوقات، ولكن مع ذلك بقي الجهل بالقانون موجوداً، لأن قلة قليلة من الأشخاص فقط من يستطيعون قراءة وتفسير القوانين بسبب الوقت الزمني الذي كانوا يعيشون به.
• هل شريعة حمورابي هي أقدم قانون في التاريخ؟
رغم كل الاعتقادات والمصادر التي تنص على أن شريعة حمورابي هي الأقدم بالتاريخ إلا أن هذا قد لا يكون صحيحاً، فقد كان هناك الكثير من القوانين التي سبقت تشريع حمورابي، فقد كان هناك على الأقل قانونان اثنان قد سبقا تشريع حمورابي في الشرق الأوسط، وأحد هذه القوانين يعود إلى حضارة سومر في زمن الملك "أورنمو" في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وهذا القانون على درجة كبيرة من التشابه مع قانون حمورابي، حتى أن الكثير من المصادر اعتقدت أن حمورابي اشتق قانونه من القوانين التي سبقته.• قانون حمورابي لم يكن موحداً
إن قوانين حمورابي ارتكزت على العقوبات بشكل أساسي، حيث أن العقوبة تختلف باختلاف الجنس والطبقة الاجتماعية وهذا ماقد نفى قاعدة العين بالعين التي كانت موجودة فعلاً، فمن يكسر يد شخص يجب أن يعاقب بكسر يده، وأما إذا كان خارق القانون من طبقة أعلى من طبقة الضحية فلا تكسر يده بل يعاقب بدفع الغرامة فقط، وكذلك الأمر بالنسبة للنساء، فإذا ما قتل رجلٌ جارية يعاقب بدفع الغرامة المالية، ولكن إذا ما قتل رجلٌ امرأة حرة يعاقب بقتل ابنته جزاء لما فعل.• قانون حمورابي يسبق عصره
إن هذه الشريعة رغم كل الانتقادات التي تقول بأنها ليست الأولى تمتلك نقاط قوة تميزها عن أي قانون سبقها، وذلك لأنها تضمنت قانوناً يحدد أجور العمال والحد الأدنى لكل أجر، فالطبيب مثلاً إذا ما قام بعمل جراحي ونجح به يكافئ بالذهب، أما إذا مافشلت العملية، تُقطع يده!• أغرب قوانين حمورابي
إذا ضرب الطفل أباه ... تُقطع يد الطفلإذا تآمر عاشقان على خداع أزواجهم وقتلهم ... يعاقبان بالخوزقة
إذا كسر رجلٌ أسنان رجل أخر ... تُكسر أسنانه
إذا كسر رجل عظم رجل أخر ... يكسر عظمه
إذا نظرنا لشريعة حمورابي في الوقت الحالي سوف نجدها غير عادلة وبربرية ومليئة بالتناقضات أيضاً، فحسب العديد من الخبراء فإن شريعة حمورابي ليست كاملة وهناك الكثير من الثغرات والتناقضات، ولكن بالنظر إلى التاريخ القديم جداً لهذه الشريعة سوف نرى أنها لا تخلو من الدهشة والابداع، فقد شملت الكثير من الجوانب التي بقيت موجودة لحد الأن مثل "إن كل متهم بريئ حتى تثبت إدانته" وهذا ما جعل منها هدفاً للدراسة والبحث التاريخي.