كيف تسيطر على انفعالاتك وتحقق الاستقرار النفسي؟

تمر علينا بعض الأوقات التي لا نفهم بها أنفسنا، ونجد نفسنا وسط ضياع كبير ومشاعر غير مفسرة فنحزن ونسعد ونغضب دون أي استقرار أو ثبات انفعالي، وتختلف ردود أفعالنا بشكل غير منظم وغير متوقع، وهذا ماقد يؤثر على جودة حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية وحتى على المنزل والأهل بشكل سلبي، لذلك هل هناك طريقة نستطيع من خلالها ضبط ردود افعالنا؟ وما هي الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك؟ إليك المقال التالي:

• الاستقرار النفسي وضبط الانفعال

يلعب الاستقرار النفسي دوراً أساسياً ببناء الشخصية ويزيد من راحة الشخص ويعزز من معرفته بنفسه وحبه لها، ويقوي العلاقات لأن الشخص المستقر نفسياً واضح جداً وردوده متزنة ومنضبطة لذلك لا يوجد مجال لسوء الفهم أو التسرع بالحكم، وحتى إذا تعرض لموقف محزن لن يؤثر عليه بشكل مفرط بل سوف يستطيع التعامل معه بكل هدوء، والاستقرار النفسي يؤمن لك معرفة تامة بذاتك ويعرفك على جوانبها كاملة، فتعرف ماذا تحب وماذا تكره وكيف تريد أن تعيش وإلى أين تريد الوصول.

• كيف تحقق الاستقرار النفسي؟

يعرف الاستقرار النفسي بالراحة النفسية البعيدة كل البعد عن الاضطرابات والتغيرات السلوكية والمزاجية المفرطة، ولتحقيق هذه الراحة يجب على الشخص فهم نفسه بشكل كبير واتباع خطوات تحقق له هذا الاتزان العاطفي، بل وتخلق شخصية سليمة قادرة على التعامل مع الحياة والمضي بها.

• لا توقظ الذكريات

كثيراً ما ترتبط الذكريات بأماكن أو روائح أو صور، وعند التعرض لأي شيء من هذه العوامل تستيقظ الذكريات، وعندما تستيقظ الذكريات تعود بنا للماضي ولتفاصيله ولأشباحه المؤلمة فتفصلنا عن الواقع وتعود لحبسنا في الماضي، فتجد نفسك عاجزاً عن الاستعداد للمستقبل وغير قادر على موجهة الحاضر، لذلك لتتجنب هذه المشكلة وهذا الاضطراب النفسي، ابتعد عن الأماكن التي تثير الذكريات السيئة وإذا تحتم عليك الأمر! فكر بعقلانية واعلم أنه لم يعد للماضي وجود وهناك حياة تنتظرك لتعيشها.

• تعرف على حقيقة مخاوفك

الخوف من الفشل أو الرفض يمكن أن يمنعك من الوصول إلى هدفك أو من استغلال فرصة كبيرة قد تغير حياتك وهذا الخوف يدفعك لتجنب كل ما هو غير مؤكد وغير واضح تماماً، فمثلاً يمكن أن تتقدم لعمل مقابلة عمل، فتجد بعض الأشخاص جالسين بجوارك ويتطلعون للتقديم على نفس الوظيفة التي تقدمت من أجلها ولكن بشهادات أكثر وخبرات أوسع وأكبر، هنا تبدأ المخاوف تسيطر عليك والشكوك تملأ قلبك لأنك لا تملك العدد نفسه من الشهادات، وهذا ماقد يدفعك للانسحاب وترك هذه المقابلة.
حاول مواجهة مخاوفك فلا داعي للقلق ولن تخسر شيء بالطبع بل على العكس، فبدلاً من الانسحاب واجه هذا الخوف وسوف تكسب الخبرات وتتعرف على المقومات اللازمة والأسئلة التي يمكن طرحها في المقابلة، إن الهروب من المخاوف سوف يبقيك باضطراب وقلق دائم ولن يوصلك إلى أي هدف، ومن الجدير بالذكر أنك لان تخسر شيء إذا أجريت مقابلة العمل أو أقمت مشروع أو اخترت كلية جديدة للدراسة، الخسارة الحقيقية تكون في تفويت الفرص وليس تجنبها.

• لا تعقد الأمور

إن النظر للأمور بشكل مبالغ فيه سوف يزيد من تعقيد هذا الأمر، مما سوف يزيد الضغط النفسي وبالتالي توتر وعدم انضباط، فتجد شخصاً لا يعلم ماذا يريد، يعمل في الاستقبال وفي المطعم وفي المحاسبة ويريد أن يصبح رياضياً محترفاً ولكن لا يصل إلى أي هدف من الأهداف التي ذكرناها ... ليس من السيء أن يكون لديك اهتمامات متعددة ولكن يجب أن تركز على النقاط الأساسية كالطبخ مثلاً، أعطيه الكثير من الوقت والاهتمام وسوف تنجح به بكل تأكيد.
إن الأمور أسهل مما تعتقد، فإذا كثرت عليك المهام ووجدت نفسك بين أكثر من واجب، لا تقلق واسترخي وفكر بكل راحة، ثم ضع هدفاً واضحاً يمكنك من إنجاز مهامك وليس مجموعة من الأفعال العشوائية التي لا توصلك إلى مكان، ومن ثم حدد الأولويات وابدأ بها حتى تنتهي منها ثم ابدأ بالمهمة الأخرى بعيداً عن أجواء الضغط التي تضع نفسك بها، فإن التركيز الكبير على شيء ما قد يفسده ولكن الاسترخاء سيجعلك تنجز مهامك بلا ضغط أو اضطراب.

• كن سعيداً

أن تكون سعيداً ليس بالأمر السهل إطلاقاً، فالسعادة تحتاج إلى تدريب أو لنقل تحتاج إلى تفكير، فأن تربط سعادتك بأشخاص أو بأماكن أو أشياء! هذا لن يجعلك سعيد حتماً.
لنفرض أنك شخص حزين وكثير الشكوى وتطلب أن تحصل على وظيفة ما، ولكنك بعد الحصول على وظيفة سوف تستمر بالشكوى والتذمر من ضغط العمل، لذلك عند ربط السعادة بأي شيء أخر غير نفسك وذاتك، لن تحقق السعادة ولن تستقر حالتك النفسية فالسعادة ليست شعور عابر وإنما هي نمط حياة كامل فالسعيد يستطيع التأقلم مع جميع التغيرات التي قد تطرأ على حياته.

• لا تتسرع وافهم الأخرين

عندما تفهم أن هناك اختلاف كبير بين البشر وأن لكل شخص طريقة تفكير مختلفة وأسلوب مختلف، سوف توفر على نفسك الكثير من العناء والمشاكل التي سوف تفسد استقرارك النفسي وتجعلك سريع الغضب، لذلك يجب أن لا تتسرع بفهم أي شخص بل انتظر وحاول أن تسأله ماذا يقصد بقوله أو بأفعاله التي لم تعجبك، ويجب أيضاً أن تفهم السبب الذي جعله يقول كلام لم يعجبك فمن الممكن أن يكون مديرك في العمل وقال كلامه لأنك أخطأت ومن الممكن أيضاً أن تكون مشكلته شخصية معك أو هذه طريقته في التعامل مع الأشخاص، لذلك يجب أن تفهم شخصية الشخص الذي أمامك وأن تفهم السبب الذي جعله يبدي تصرفات لم تعجبك وعلى هذا الأساس سوف تستطيع الرد بطريقة سليمة وغير مُساء فهمها.

• تخلص من التفكير وابدأ بالعمل

من أكثر الأمور التي تزيد الضغط النفسي وتضعك بحالة إحباط دائم وتشتت أفكار هي أن تجلس وتخطط لمستقبلك بدون أي محاولة أو بذل أفعال حقيقية، فالحقيقة أن التفكير بتحقيق نجاحات واسعة ونيل شهادات كبيرة لن يزيد الطين إلا بلة ويضغط على أفكارك وشخصياتك، لذا يجب أن تترك التفكير المفرط وتبدأ بأول خطوة على الطريق الذي يؤمن وصولك إلى نجاحك وهدفك.