لماذا نشعر بالرغبة بالتثاؤب عندما نرى أحداً يتثاءب؟
كثيراً ما تتثاءب عندما تكون في حالة استرخاء أو ملل أو عند القيام بالأعمال الروتينية، وبالتأكيد عندما يتثاءب شخص أمامك فتنتقل لك العدوى بسرعة خاطفة، ولكن لماذا نتثاءب؟ وما السر وراء هذه العدوى السريعة؟ إليك هذا المقال:
ماهو التثاؤب؟ وهل هو معدي حقاً!
• ماهو التثاؤب
التثاؤب هو حالة مرتبطة بالنعاس، يتم خلالها فتح الفم لا إرادياً وإدخال الهواء إلى الرئتين عن طريق أخذ نفس عميق، فالتثاؤب يحدث نتيجة التعرض للإرهاق والتعب أو النعاس، ويمكن أن يحدث عندما ترى شخصاً يتثاءب أمامك، وخلال التثاؤب يتمدد الفك بشكل كبير مما يزيد من تدفق الدم إلى الرأس والعنق والوجه، وعند التثاؤب يتدفق من الدماغ كمية أكبر من الدم السائل الشوكي، ومن الممكن أيضاً أن يكون التثاؤب عرضاً جانبياً ناتج عن تناول بعض الأدوية، ويعتقد العديد من الأطباء أن سبب التثاؤب يعود إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الجسم، وارتفاع مستوى ثنائي أكسيد الكربون، وفي الطرف الأخر فإن أطباء كثر يعتقدون أن التثاؤب هو منعكس يحمي الرئة من الضمور.• ماهي أسباب التثاؤب
من الأسباب المعروفة عن التثاؤب هي الملل والتعب والنعاس، ومن الممكن أن تكون عدوى من شخص تثاءب أمامك، وحسب الدراسات الحديثة فإن سبب التثاؤب يعود إلى انعكاسات تلقائية في القشرة الحركية في المخ، وهذه القشرة مسؤولة عن الأفعال الحركية في الجسم وقد أجرى العلماء بحوثاً متعلقة بأسباب التثاؤب ووجدوا من خلالها أن مشاهدة شخص يتثاءب في فيديو أو على الواقع يحفز الشعور بالحاجة إلى التثاؤب لدى المتطوعين، ولكن النتائج أظهرت اختلاف بدرجات الرغبة بالتثاؤب من متطوع لآخر، وذلك يعود لاختلاف الطريقة التي تعمل بها القشرة الحركية الأولية لديهم.
وفي دراسة أخرى أجرتها طبيبة مختصة في علم النفس، أظهرت النتائج "أن ازدياد الرغبة بالتثاؤب يترافق مع محاولة منع أنفسنا من التثاؤب" وباستخدام الاستثارة تمكنت من زيادة التأثير ومنه تزداد الرغبة في التثاؤب.
• عدوى التثاؤب
إن العدوى بالتثاؤب سريعة جداً وهي من أبسط الحالات المعدية، فيكفي أن ترى شخصاً يتثاءب أمامك حتى تصاب بها أو أن تقرأ كلمة "تثاؤب" فتبدأ بالتثاؤب أيضاً، والظواهر الاجتماعية والمواقف اليومية تثبت لنا بأن العدوى تكون أشد انتقالاً بين الأشخاص المتعاطفين فيما بينهم، ومن السهل جداً أن تنتقل بين أفراد العائلة والأصدقاء ولكن من الصعب أن تنتقل من غريب لأخر، وحسب آراء البعض فإن الهدف من التثاؤب هو توحيد المزاج على مستوى الجماعة، إلى الأن لايوجد تفسير علمي للتثاؤب وانتقاله من شخص آخر، لكن من المتعارف عليه أن التثاؤب يأتي في حالات الضغط النفسي والملل والتعب، ومن المحير حدوث التثاؤب قبل الامتحانات المهمة وقبل القفز بالمظلة من الطائرة.
• هل يمكن أن يكون التثاؤب من الأعراض المرضية؟
تعرفنا على الأسباب الشائعة التي يحدث بها التثاؤب، ولكن الأمر لا يقتصر على التعب والملل والضغط النفسي، فهناك العديد من الأمراض والحالات التي يترافق معها كثرة التثاؤب:اضطراب النوم: من أشيع الأمور التي تسبب حدوث كثرة التثاؤب، فالمشاكل مع النوم تترافق بعدم الحصول على عدد ساعات نوم كافية وسليمة، وهذا سبب للتثاؤب بشكل غير معتاد ومن الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يعانون من تعب مستمر ومن كثرة تثاؤب، يكونون بحاجة إلى زيارة الطبيب للحصول على تقييم وعلاج لحالتهم.
بعض الأدوية: هناك بعض الأدوية التي يؤدي استخدامها إلى حدوث كثرة تثاؤب، حيث أن الأعراض الجانبية التي تتصف بالتعب والشعور بالنعاس شائعة جداً، وهذه الأعراض ناتجة عن استخدام أنواع عديدة من الأدوية، التي تحتاج وصفة طبية والتي لا تحتاج، وهناك أدوية بعض الادوية التي يسبب استخدامها حدوث تثاؤب مفرط مثل: الأدوية المضادة للاكتئاب، بعض مسكنات الألم، الأدوية المضادة للهستامين من الجيل الأول، وتستخدم مضادات الهستامين لعلاج الحساسية.
مرضى الصرع: ينجم عن هذا المرض الكثير من التعب والجهد مما يسبب فرط تثاؤب، وتأتي حالات التثاؤب قبل النوبة أو بعدها ومن الممكن أن تأتي خلال نوبة الصرع.
السكتة الدماغية: قد يعاني الأشخاص المصابون بهذه السكتة من حالة فرط تثاؤب، ويعود السبب إلى أن التثاؤب من الممكن أن يساهم في ضبط حرارة الجسم وخفض حرارة الدماغ الناجمة عن السكتة الدماغية، وأفادت بعض الأبحاث بأن للتثاؤب ارتباط بمنطقة جذع الدماغ.
الاكتئاب والقلق: يعتبر القلق من العوامل المسببة لحدوث التثاؤب، وذلك لتأثيره على القلب والجهاز التنفسي ومستوى الطاقة في الجسم، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وفرط تثاؤب، لهذا فإن الأشخاص الذين يعانون من القلق هم أكثر تثاؤباً من غيرهم، أما الاكتئاب فهو يساعد جداً على حدوث التثاؤب وذلك بسبب الأدوية المضادة للاكتئاب أو بسبب التعب الكبير الذي يرافق حالة الاكتئاب، ولذلك إذا كنت مصاباً بالاكتئاب وتعاني من فرط التثاؤب يجب عليك مراجعة الطبيب لإعادة النظر بحالتك وضبط أدويتك وجرعتها.
ويبقى التثاؤب حالة لطيفة إذا كان ضمن الحدود المعقولة، وإذا وصل إلى حد الإفراط يجب تنظيم النوم ومعالجة السبب الطبي الكامن وراء حدوث هذه المشكلة.