ماذا تعرف عن حضارة شمال إفريقيا (الحضارة الأمازيغية) ؟ المغرب وتونس والجزائر وليبيا ومصر
الحضارة الامازيغية
هي حضارة شمال افريقيا تنوعت الحضارات في الوطن العربي التي أثرت عليه ، ونخصّ بالذكر الدول العربية في شمال افريقيا ( المغرب وتونس والجزائر ومصر) ، حيث تمركزت فيها حضارات عديدة وأقامت فيها شعوباً من مختلف الحضارات ، ومن اكثر القبائل انتشارا في القسم الشمالي من افريقيا هم القبائل الامازيغية ، بالاضافة انهم منتشرون ايضا في اغلب دول اوروبا وفرنسا وكندا . لكن المعروف عن الامازيغيين أنّهم من اصول تعود إلى شمال إفريقيا ، وكان الأمازيغين يطلقون اسم نوميديا على موطنهم .
- اللغة الامازيغية :
يستخدم الامازيغيون اللغة الامازيغية للتواصل فيما بينهم ، وتتكون اللغة الامازيغية من 20% الى 30% من اللغة العربية و تتميز هذه اللغة بالصعوبة ، في السابع عشر من شهر أكتوبر عام 2001 للميلاد اصدر الملك المغربي محمد السادس قراراً ملكيّاً بإنشاء معهد ملكيّ أمازيغي للحفاظ وتعليم اللغة والثقافة الامازيغية ، قام هذا المعهد بانتقاء خط التيفيناغ لكتابة اللغة الأمازيغية ، يعتبر خط التيفيناغ من اقدم الخطوط وهو مشتق من الأبجدية الفنيقية .
- أماكن وجود الامازيغيين :
ينتشر الامازيغيين في مناطق واسعة تبدأ من مصر وصولاً إلى جزر الكناري ، ولم يقتصر تواجدهم على ذلك بل امتد تواجدهم الى عمق الصحراء في دولتي النيجر و مالي ، و بدأ الامازيغيين بالتحدث باللغة العربية عندما اجتاحت الحضارة الاسلامية بلادهم ، واكثر وجود لهم في كلا من :
الجزائر : يمتد الامازيغيين في الجزائر في عدة مناطق : منطقة الشاوية ، و منطقة القبائل ، و بنو مزاب ، و الشناوية ، و الطوارق .
تونس : يبلغ عدد الأمازيغيين في دولة تونس مئة ألف نسمة يتوزعون على عدة مناطق منا : منطقة تطاوين ، و منطقة مطماطة ، و منطقة قبلي ، و جزيرة جربة ، و منطقة القصرين ، وسوق الأحد وتكرونة والكاف وسليانة .
ليبيا : اظهرت احصائية اجرت في عام 1907 للميلاد أنّ الامازيغيين تشكل نسبة تصل إلى 52% من نسبة سكان طرابلس ، ويتواجدون في مدينة زوارة ، و جبل نفوسة ، وفي مدن اوجله و جالو وواحة الجغبوب في الشرق .
مصر : وصل عددهم في واحة سيوة 23 الف نسمة ، ويتحدثون اللغة السيويّة .
فرنسا : وصل عدد الأمازيغيين المقيمين على الأراضي الفرنسية حوالي 2 مليون نسمة .
كندا : وصل عدد المقيمين من الامازيغ الى 20 مليون نسمة وتعتبر من اكثر مناطق انتشاراً للأمازيغ .
- عادات وتقاليد الامازيغيين :
لمراكز العبادة الإسلاميّة في نفوس الأمازيغيين مكانة مقدّسة جداً ، وتعد النادي الاساسي لتلقي العلوم والدراسة ، و ينال الإمام و أستاذ المسجد درجة من الاحترام والتقدير ، ويتوجّه الأطفال خلال النهار لتلقي العلوم في التربية الاسلامية باللغة العربية وحفظ القرآن الكريم اما مساءً يتوجهون إلى المساجد لتلقّي العلوم في التربية الإسلاميّة باللغة الأمازيغية الأمر الذي جعلهم ينتظرون حلقات الدروس الليليّة بفارغ الصبر .
تاريخ الامازيغيين :
قامت كتابات مصرية قديمة بالكشف عن تاريخ وجود الأمازيغيين الحقيقي ، والذي يرجع إلى 3000 ق.م ، و أُطلق على الأمازيغ عدة مسميات على مر العصور ومنها : النوميديون ، و الليبيون ، والمور ، و الجيتوليون، ، وأخيراً الأمازيغ ، و يقال ان الشعوب الأمازيغيّة قد عاصرت دول العالم القديم الجبارة القوية ، وكان لها دور تاريخيّ ذو أهمية كبيرة ، فقد ظهر الامازيغ الفعال في كل الثقافات والمجالات العسكرية ، ومن أبرز الأمثلة على دور الأمازيغ هي مدينة قرطاج التي تُعدّ نموذجاً لتفاعلهم مع الدولة الفينيقيّة ، وكما ظهر بشكل جليّ التفاعل بين الإغريق والطوائف الأمازيغية في مدينة قورينا، وقد ترك تفاعل الأمازيغ مع الدولة الرومانيّة أثراً واضحاً حيث أصبحت مدينة قرطاج الرومانية من أكثر المدن قوة بعد العاصمة الرومانية. أما في المجالات السياسيّة ومؤسساتها، فترك الأمازيغيين بصمة واضحة في ذلك حيث امتازت الجيوش الرومانية بالقوة ، وخرّجت أعظم قياصرة الرومان ذات الأصول الأمازيغيّة ، ومن أبرزهم سيبتيموس سفاريوس ، ودارت معارك حامية الوطيس بين الأمازيغ والدولة الأمويّة العربيّة لمدة تصل أكثر من نصف قرن ، واختلط الأمازيغ بالعرب وساندوهم في بعض غزواتهم ، ويقال إنّ القيادي المقاتل طارق بن زياد ينحدر من أصول أمازيغيّة ، ويعود له الفضل في فتح الأندلس . و من أبرز أعلام الأمازيغيين : عباس بن فرناس ، و ابن بطوطة ، و عبد الله بن يحيى بن يحيى الملقّب بمسند الأندلس ، و سليمان باشا الباروني ، و المعز بن باديس ، و أبو القاسم الزياتي ، و العلامة عبد الحميد بن باديس ، و المفكر الإسلامي مالك بن نبي ، و رئيس جزائري سابق اليمين زروال .