لماذا نأخذ جرعات الأدوية قبل الأكل أو بعده ؟ وماذا سيحصل عند مخالفة المواعيد ؟
تمهيد :
يلجأ الجميع إلى الطبيب عند حدوث أي مرض ، فتجده بعد تشخيص المرض وإجراء كل التحاليل ومراجعتها قد كتب لك العديد من الأدوية، منها بعد الطعام ومنها قبل الطعام وأحياناً تكون أثناء الطعام ، ولكن لماذا هذا التعقيد ؟ وماذا يمكن أن يحدث إذا لم تتقيد بهذه التعليمات ؟ إليك المقال التالي:
إذاً لماذا نأخذ جرعات الأدوية قبل الأكل أو بعده ؟
وماذا سيحصل عند مخالفة المواعيد ؟
يعتمد تأثير الدواء على الامتصاص و إن تعريف الامتصاص يتلخص بانتقال الدواء من المعدة أو الأمعاء إلى الدم و ليحقق الدواء فعاليته المطلوبة يجب أن يُمتص وينتقل إلى مكان تأثيره ويحدث تأثيره الدوائي ، ودرجة الامتصاص تعتمد على نوع المادة الفعالة في الدواء وطبيعتها ، وحسب هذه الطبيعة يمكننا تصنيف الأدوية إلى مع أو بعد أو قبل الطعام :
• الأدوية التي تؤخذ مع الطعام أو بعده مباشرةً
هناك العديد من الأسباب وراء أخذ الدواء أثناء تناول الطعام أهمها :
-تخفيف الأثار الجانبية للغثيان والقيء وذلك لأن بعض الأدوية تسبب هذه الأثار ولذلك تؤخذ الجرعة الدوائية مع الطعام
-تخفيف الأثار التي تسبب تهيج المعدة وعسر الهضم والتهاب المعدة والقرحة وتعد المسكنات مثالاً على هذه الأدوية :
الأسبرين ، الديكلوفيناك، الأيبوبروفين، الديكساميتازون
-محاولة علاج حموضة المعد أو الارتجاع المريئي، وبما أنه يتم إنتاج الأحمض في المعدة عدة دخول الطعام إليها فإن معظم الأدوية التي تؤخذ لعلاج حموضة المعدة يجب تناولها بعد الانتهاء من الوجبة مباشرة
-ضمان أن الدواء تم امتصاصه لمجرى الدم بشكل سليم، أحياناً يتطلب وجود كميات طعام كبيرة في المعدة (دواء نقص المناعة).
-السماح للجسم الاستفادة من الوجبة بصورة كاملة فمثلاً أدوية السكر تؤخذ أثناء الطعام
لتجنب انخفاض مستويات السكر بالدم الذي يحصل عادةً بعد الأكل
• الأدوية التي تؤخذ على قبل الطعام
هناك أيضاً اسباب عديدة لتناول الدواء قبل الطعام سوف نذكرها :
- إمكانية تأثير الطعام الموجود في المعدة على الدواء فعلى سبيل المثال عندما يؤخذ الدواء بعد الطعام أو أثناء الطعام يكون امتصاصه ضعيف جداً ويمكن أيضاً أن لا يتم امتصاصه أصلاً وبالتالي لا يوجد فعالية لهذا الدواء
-إمكانية تفاعل الدواء مع الطعام الموجود في المعدة، ويتمثل هذا التفاعل بصورتين إما أن ينخفض مستوى الدواء في الدم أو يزيد مستوى الدواء في الدم لدرجات خطيرة .
-وجود أدوية تتأثر بأنواع معينة من الطعام وحسب دراسة تمت في عام 1989 اكتشف الباحثين أن ثمرة الكريب وعصيرها يتداخل مع بعض الأدوية مثل أدوية خفض الكوليسترول في الدم وأدوية ارتفاع ضغط الدم والأدوية القلبية وسبب هذا التفاعل هو احتواء الكريب فروت على أنزيم CYP3A4 الذي يتسبب بشكل مباشر في تقليل مستوى امتصاص الأدوية إلى مجرى الدم وزيادة آثارها الجانبية وهناك بعض الفيتامينات الطبيعية التي لها نفس التأثير السابق فمثلاً الفيتامين K يؤثر على الأدوية المضادة للتجلط ويوجد هذا الفيتامين في الخضار الورقي والأمر نفسك ينطبق على المكملات الغذائية التي تحوي نسب عالية من البوتاسيوم، حتى إن منتجات الحليب مثل الألبان والأجبان والعصائر التي تحوي الكالسيوم لها تأثير واضح على تأثير الأدوية وذلك لاحتوائها هلى نسبة عالية من الكالسيوم الذي يؤثر بشكل مباشر على فعالية بعض المضادات الحيوية وخاصة التتراسكلين والسيبروفلوكساسين .
• بعض النصائح لتحقيق أعلى استفادة ممكنة من الدواء
- ينصح العديد من الأطباء بشرب كأس ماء كامل مع الدواء وذلك لتحقيق امتصاص عالي
-ينصح بعدم شرب الدواء مع المشروبات الساخنة مثل الشاي أو عدم إذابته بأي مشروب أخر
-ينصح بعدم تناول المكملات والفيتامينات وخصوصاً التي تحوي على الحديد مع أي مشروب يحوي على الكافيين مثل المشروبات الغازية والقهوة ..وهذا لأن الدراسات أثبتت أن الكافيين يقلل من امتصاص الجسم للحديد
-ينصح بعدم تناول المكملات الغذائية والفيتامينات مع الأدوية لأنه من الممكن أن تؤثر على فعاليتها
تبقى هذا النصائح عامة ولهذا يجب أن يكون المرجع الأول لنا هو الطبيب واتباع كل ارشاداته سيبقينا بأمان وبعيدين عن أي استخدام خاطئ للدواء